“هي كنداكة”

من قبل الميلاد كانت هناك ملكة تحارب فى حماية أرضها من الألسكندر الأكبر لمحاولة على الاستيلاء على الجزء الجنوبي من مصر و لكن دون جدوى ، من هناك بدأ يطلق عليها لفظ كنداكة فهى تدل على زوجة الملك ، و ما تحمل من مسوؤلية لا يقل من مسؤولية الملك . اليوم أصبحت حفيدة الكنداكة هى التى تقف فى وجه الحكم الظالم المستبد ، فهى اليوم تقف أمام أسلحة النظام  ، و كل وسائله لقمع حرية التعبير عن الرأي ، تلك هى الصورة الموجودة داخل الاعتصام قرب القيادة العامة للقوات المسلحة الآن و الذى يحمل آلالاف من كنداكات بلدي ، فهن أمهاتنا ، أخواتنا  زواجتنا و بناتنا ، بأصواتهن العالية حرية سلام و عدالة ، و هناك من ترسم لوحات النصر على الجدار الذى يحيط بالقيادة العامة ، و هناك من تنشد أغاني الثورة و تشعل فى قلب كل ثائر الحماس .

وعد المهلب أحمد هي من احدى الكنداكات و التى تساهم بشكل فعلى فى حراك الثورة ، فكل شخص يساهم بما يملكه لنجاح الاعتصام ، بدأت وعد مشوارها الفني بحمل راية الفن من عائلتها و بتلك الريشة التى هباها لها المولى عز وجل لتكون وسيلة لإيصال رسالتها و هى أن المرأة هى الداعم الأساسي فى الثورة ، فهى الأم الرؤوم التى تودع ابنها و تدعي له بأن يعود منتصراً ، و الزوجة السند التى تدعم  زوجها بالفكرة و الرأي ، و الأخت التى تعين ، فالمرأة نواة المجتمع .

كل منا له مفهومه و تعريفه للرسم ، فهناك من يراه وسيلة للتعبير ، و لكن ما هو تعريف وعد للرسم ؟

قالت :

– لا يوجد للرسم تعريف ثابت و لكن بواسطة الأدوات و التأمل يأتي الإلهام ، و العامل المؤثر على اللوحة هو البيئة المحيطية و الاحساس و التذوق .

بدأت وعد برسم جدارية الكنداكة على الحائط المقابل للبوابة البحرية للقوات المسلحة ، لم تضع ملامح على وجه تلك الكنداكة لأنها ترى ان تلك الكنداكة هى كل امرأة سودانية ساهمت فى الثورة . لم تبدأ الرسم بدافع شئ غير العمل التطوعي فلديها جدارية فى مقر منظمة و لشباب السودان خواطر التطوعية ، و أيضا لديها أعمال داخل المدارس الثانوية . فهاهي تتلاعب بالأبعاد و أساليب الرسم لتتنوع بين الرسم على الورق  و الرسم على الجدار .

لم تسلم وعد من نظرات المجتمع فكيف لفتاة ان ترسم جدارية و هى تقف فى الشارع العام ؟ و كما هو الحال فى السودان هناك إهتمام بسيط بالرسام ، كانت وعد تستعين بالموهبة و الالهام فقط فى رسم أعمالها لنشر الوعى ، أما بعد ثورة الوعى تغيرت نظرة المجتمع للفنان ، أصبح الفنان هو الناشر للثقافة و أيضا لنقل الأحداث للعالم الخارجي فى شكل لوحات و جداريات يفهما كل انسان حسب احساسه .

المرأة السودانية أصبحت هى أيضا تحارب هذا النظام القائم على الظلم و الإستبداد ، تحاربه بكل ما تمتلك من وسائل، فهى حفيدة الكنداكة .

لوحة حائطية لوعد


Image may contain: 1 person

:الكاتب
احمد الكامل – جامعة الخرطوم

One comment

  1. الاخت وعد فنانة بالفطرة وهذا ليس بغريب عليها….
    كل منا يساهم في إنجاح الثورة بسلاحه الذي يملكه وكان سلاح وعد هو الريشة واللون…
    موفقة أخت وعد وإلى الامام…
    وحنبنيهو البنحلم بيهو يوماتي
    ✌🇸🇩….
    وللأوطان في دم كل حرٍ
    يدٌ سلفت ودينٌ مستحقُ

    Like

Leave a comment